_____________

_____________

الجمعة، 13 فبراير 2015

من أروع القصص الحقيقية


 قصة قصّها الدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته : أسباب ٌٌ منسية 

يقول الدكتور :   

 في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف
وكان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء ، و في يوم الأربعاء كان الطفل
في حيوية وعافية
 يوم الخميس الساعة 11:15ولا أنسى هذا الوقت  للصدمة التي وقعت
 إذ بأحدى الممرضات تخبرني بأن 
قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل
 فذهبت إلى الطفل مسرعا ً وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت 45 دقيقة
وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل 
وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا الله تعالى
ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته
وكما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة
وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري
 فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه
فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة
ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات
فماذا تتوقعون أنها قالت ؟
هل صرخت ؟ هل صاحت ؟ هل قالت أنت السبب ؟
لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت

بعد 10 أيام بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى
 واستبشرنا خيرا ًبأن حالة الدماغ معقولة
بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف
 فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحرك قلبه
قلت لأمه : هذه المرة لا أمل على ما أعتقد 
فقالت : الحمد لله اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يا رب 
و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك
6 مرات إلى أن تمكن أخصائي القصبة الهوائية بأمر الله
أن يوقف النزيف و يعود قلبه للعمل
ومر ت الآن 3 أشهر ونصف و الطفل في الإنعاش لا يتحرك
 ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به يصاب 
بخراج ٍ وصديدغريب عظيم في رأسه
 لم أر مثله
 فقلنا للأم : بأن ولدك ميت لا محالة
فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر ، فلن ينجو من هذا الخراج
 فقالت الحمد لله ، ثم تركتني و ذهبت
 بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب
وتولوا معالجة الصبي
ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج ، لكنه لا يتحرك
وبعد أسبوعين
يصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية
فقلت للأم : إن دماغ ابنك في خطر شديد ، لا أمل في نجاته
فقالت بصبر و يقين الحمد لله ، اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه
بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم 5
ذهبت للمريض على السرير رقم 6 لمعاينته

وإذا بأم هذا المريض تبكي وتصيح وتقول :
يا دكتور يا دكتور الحقني يا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة راح يموت

فقلت لها متعجبا ً :
 شوفي أم هذا الطفل الراقد على السرير رقم 5 حرارة ولدها 41 درجة وزيادة
 وهي صابرة و تحمد الله ، فقالت أم المريض صاحب السرير رقم 6

عن أم هذا الطفل :
(هذه المرأة مو صاحية ولا واعية ) ، فتذكرت حديث المصطفى
صلى الله عليه وسلم
 الجميل العظيم ( طوبى للغرباء ) مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزان أمة
لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة في المستشفيات
مثل هذه الأخت الصابرة
بعد ذلك بفترة توقفت الكلى
فقلنا لأم الطفل : لا أمل هذه المرة ، لن ينجو
فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد لله ، وتركتني ككل مرة وذهبت 
دخلنا الآن في الأسبوع الأ خير من الشهر الرابع
وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم
ثم ما أن دخلنا الشهر الخامس
 إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي
 التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر
وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها
مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا
 بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك
عندما وصلت حالة الطفل لهذه المرحلة ، قلت للأم :
خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه ، فقالت الحمد لله
مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش
لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك 

و صدره مفتوح
 ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك
 والأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة
 هل تعلمون ما حدث بعد ذلك ؟
وقبل أن أخبركم ، ما تتوقعون من نجاة طفل
مر بكل هذه المخاطر والآلام والأمراض ؟
 وماذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل وولدها أمامها عل شفير القبر
 و لا تملك من أمرها الا الدعاء والتضرع لله تعالى
هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف للطفل
الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟
لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاء ً لهذه الأم الصالحة
 وهو الآن يسابق أمه على رجليه كأن شيئا ً لم يصبه
وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً 
لم تنته القصة بعد ، ما أبكاني ليس هذا ، ما أبكاني هو القادم :
بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة و نصف
يخبرني أحد الإخوة في قسم العملياتبأن رجلا ً وزوجته ومعهم ولدين
 يريدون رؤيتك ، فقلت من هم ؟ فقال بأنه لا يعرفهم
فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة
عمره الآن 5 سنوات مثل الوردة في صحة وعافية كأن لم يكن به شيء
ومعهم أيضا مولود عمره 4أشهر 
 فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذا المولود الجديد الذي تحمله أمه
هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد ؟
فنظر إلي بابتسامة عجيبة ( كأنه يقول لي : والله يا دكتور إنك مسكين )
ثم قال لي بعد هذه الابتسامة : إن هذا هو الولد الثاني
وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة
هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم
وبعد أن رزقنا به ، أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها 
لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده
ثم أدخلته في غرفة عندي وسألته عن زوجته ، قلت له من هي زوجتك
هذه التي تصبر كل هذا الصبر على طفلها الذي أتاها بعد 17 عاما من العقم ؟
لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى

هل تعلمون ماذا قال ؟
أنصتوا معي يا أخواني و يا أخواتي وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات
 فيكفيكن فخرا ً في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة من بني جلدتكن 

لقد قال :
أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاما
وطوال هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي
 وما شهدت عليها 
غيبة ولا نميمة ولا كذب
  واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب وتدعو لي
وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان
ويكمل الرجل حديثه ويقول : يا دكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان
الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح عيني فيها حياءً منها وخجلا ً
 فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك
انتهى كلام الدكتورخالد الجبير حفظه الله

يقول الله تعالى : 

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156)
 أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)

  سورة البقرة

و يقول عليه الصلاة والسلام : 
ما يصيب ُ المسلم َ من نصب ٍ ولا وصبٍ ولا هم ٍ ولاحزن ٍ ولا أذىً ولا غم ٍ

 حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه

الأربعاء، 11 فبراير 2015

من جلسة عود الى الصلاه,,


في أحد المخططات وجدنا أحدا عشر شخصاً في جلسة عزف عود وطرب فتوجهنا إليهم وطلبنا منهم الجلوس معهم خمس دقائق فتوقفوا العزف فرحبوا بنا وادخلوا العود في السيارة واستقبلونا بحسن الاستقبال والقينا كلمة مختصرة فستأذناهم بالذهاب على حسب وعدنا لهم خمس دقائق فقالوا نطلبكم أن تجلسوا معنا والله إننا طفشانين خذوا الوقت كله !! ويعلم الله تعالى جلسنا معهم وسألناهم عن حالهم مع الصلاة فكانت الأجوبة محزنه لم يصلٍ أحدٍ منهم العشاء والبعض لم يصلي منذو ثلاث أيام والأخر يقول الصراحة لي تقريباً شهر ما صليت وذكرنا لهم فضل منزلة الصلاة فتكلم أحدهم وقال يا شيخ هل نستطيع أن نصلي الآن فطلبوا منا إحضار ماء للوضوء وبالفعل بفضل الله أحدنا جلس معهم والأخر ذهب يشتري لهم الماء فتوضئ الجميع وصلوا في نفس المخطط ووالله أن الذي صلى بهم يقرا من أواسط سور القرآن بترتيل جميل وبعد انتهاء الصلاة أخذوا أرقام الجوال ووعدونا بتغيير الحال والانضباط على الصلاة .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً. قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك). رواه الترمذي

(صلة الأرحام)



حدثني أحد الدعاة بهذه القصة يقول دعاني صديقي لألقي كلمة بمسجده الصغير فرحبت بذلك وذهب وألقيت كلمة عن (صلة الأرحام) وعدد المصلين ثمانية أشخاص فقط في المسجد وكان هناك رجل كبير في السن وبعد إنهاء الكلمة دعاني الرجل وقال: أنت قلت الذي لا يصل أرحامه ملعون من الله وما ترفع أعمال الذين بينهم خصومه وقطيعة قلت: نعم يا والد قال لي تسع سنوات أنا في قطيعه مع أخي لا أزوراه ولا أكلمه فتواعدت معه أن أذهب بعد يومين ومعي بعض المصلحين لأخيه وفي اليوم المحدد اتصلت به قلت لا تنسى موعدنا اليوم بإذن الله يا والد قال والله ما جاني نوم تلك الليلة واليوم الثاني في الصباح ذهبت إلى بيت أخي وقابلته واعتذرت منه وأبشرك تم الصلح بيننا الحمد لله وعزمني على وجبة العشاء اليوم عنده بمنزلة .
وقفة : قال صلى الله عليه وسلم : (إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم) رواه أحمد

اليوم ستكون قصتي مؤلمة جدا لأني سأحكيها لكم من داخل مغسلة الأموات !!


السلام عليكم
أسأل الله أن يمدكم بالعون والسداد وأن ينفع بكم البلاد والعباد 

-------------------- 

فصول قصتي مؤلمة جدا .. 
وكانت بالضبط قبل ساعتين ونصف .. 
والدليل أن رائحة .. ما يعطر به الميت من المسك و الحنوط .. 
لا تزال لصيقة .. بجسدي وثيابي .. 
سامحوني السطور المقبلة .. مؤلمة .. ولكن أرجو أن تكون .. عباراتها .. فيها من العبرة ... 
والقصة ساخنة .. وعوالقها .. حديثة .. 
لدرجة أن تراب المقبرة لا يزال بقدمي .. 
ورائحة الميت لا تزال في ثيابي .. 
وصورته فيما ستقرؤون أمام عيني .. 

------------------------- 

قولوها وكرروها : لا إله إلا الله .. 
سافرت للمدينة النبوية وكان لقائي الأخير به – رحمه الله – قبل شهرين ودعته كعادتي .. وداع عائد .. 
وفرق بين وداع العائد ووداع المودع .. 
ولم أظن ولا لحظة أنه سأودعه هذه المرة ولن أراه إلا وهو مسجى .. 
في مغسلة الأموات .. !! 
أبو أحمد .. رحمه الله رجل عرفه من حوله في العمل الخيري .. حبيب 
كثير الابتسامة لطيف الدعابة .. كبير نوعا ما تجاوز الخمس والأربعين .. حسب كلام بعض الإخوة .. 
مصري الجنسية .. يعمل في المملكة في أحد مؤسساتها الخيرية براتب دون المتواضع .. 
وله أسرة .. أكبر أبنائه جامعي .. وعنده صغار في السن .. بنين وبنات .. 
كم نحبه .. ؟؟ ونحب داعبته ؟؟ 
كان جبلا رغم مشاكله التي يصعب على أقرانه تحملها ... 
كان حالته المادية غير جيدة ... 
وفوق هذا أحد زملائه في العمل .. أرد الزواج .. 
فدعمه بملغ لا يصدر ممن مثله وفي وضعه المادي .. 
آخر حوار كان بيني وبينه .. 
وكان يقنعني بالزواج ؟؟ 
كان مهذبا في حواره كثيرا ... ولا يتشنج .. 
كان رائعا .. وكلماته مضيئة .. وله معي وقفات طريفة .. 
نزل من عيني دمعها من شدة الضحك .. رحمه الله 
لعلكم الآن ولو شيئا بسيطا أدركتم ..؟؟ 
ماذا يعني لنا العم أبو أحمد ؟؟ 
عدت من المدينة النبوية لأهلي .. 
وسلمت على لأحباب كلهم في المؤسسة الخيرية .. وافتقدت أبا أحمد – رحمه الله – لأني أحبه 
وكان رحمه الله يقول والله يا أخي إذا جيت تعود لنا البسمة والفرفشة .. 
وتغير علينا الجو الروتيني .. !! 
آه رحمك الله .. 
هذا الكلام السابق من عودتي قبل يومين 
وإذا برسالة تأتيني أمس الجمعة .. 
هذا نصها – تعيشون معي الفصول كما هي – 
أخوكم أبو أحمد رفيقنا في المؤسسة يطلبكم السماح فقد توفي اليوم بعد المغرب وستحدد عليه الصلاة لاحقا 
إنا لله وإنا إليه راجعون . 
المرسل أبو معاذ ( مدير المؤسسة التي يعمل فيها المتوفى ) 

تخيلوا معي .. وفي لحظات أنت تترقب فيها رؤية أكثر الناس أنت شوقا إليه .. 
ويأتيك خبر وفاته !! 
بقيت فترة طويلة وأنا لم أصدق هذا .. 
من الدهشة لا أدري .. ! 
نمت بين المصدق والمكذب .. 
وجاء يومنا هذا السبت .. وذهبت للمؤسسة التي يعمل فيها المتوفى .. 
قابلت الإخوة وقد خيم عليهم الحزن .. 
ومررت مرورا غير مقصود بأحد المكاتب لأجد ... 
مكتب ( أبا أحمد ) خاااااالي !! 
لم يداوم ذلك اليوم .. فدوامه اليوم عند أرحم الراحمين .. 
لا إله إلا الله ... محمد رسول الله .. 
رحمك الله يا أبا أحمد . 
في أثناء وجودي هناك وإذا بأحد الزملاء يسألني .. 
قال تريد تراه ؟؟!! 
قلت نعم ولكن كيف ؟؟ 
قال : تعال معي نذهب للمغسلة – مغسلة الأموات – ؟... فهم يغسلونه الآن ؟؟ 
قفزت للسيارة أريد رؤيته .. ؟؟ 
وانطلقنا لمغسلة الأموات التي سنكون أنا وأنت في أحد الأيام ضيوفها .. 
فلا إله إلا الله .. 
فعلا وعلى عجل ... إذا نحن عند مغسلة الأموات ... 
لم أتوقع أني سأقابلك يا أبا أحمد وأنا عائد من سفري .. هنا .. 
في مغسلة الأموات ... !! 
عزيت من وجد من إخوانه .. 
وقلت وين أبو أحمد ؟ 
قالوا اسحب سلك الباب وادخل ... !! 
نظرت إلى باب المغسلة .. 
ولأول مرة في حياتي أدخل مغسلة أموات .. فضلا عن رؤية ميت يغسل أمامي 
كان الأمر مرعبا نوعا ما ..؟؟ وأعظم من ذلك الرعب كان حزينا .. 
دخلت ما بين مدهوش وخائف .. 
ومودع يودع حبيبه .. 

... 

ستار أمامي من أعلى السقف إلى القريب من الأرض من ثلاث واجهات وهو الذي يفصل بيني 
وبينه رحمه الله 
وإذا بآيات القرآن تعلو تلك الأجواء الإيمانية من رؤية حقيقة الإنسان .. 
وأن ينظر الحي هناك لمرحلة سيصلها حتما ويقينا .. 
والمسألة بينه وبين ذلك الموضع .. مسألة وقت سينتهي قريبا .. 
ذهبت من خلف الستار .. 
لأرى اثنين قد اجتمعوا على الحبيب أبا أحمد .. 
وقد وضعوه على شقه الأيمن ... يريقون عليه الماء .. 
آآآه يا أبا أحمد ... 
أتعرف – أخي القارئ – ما معنى أن ترى حبيبا لك .. 
وهو ميت قد تجمدت أطرافه في ثلاجة الموتى .. 
قد تجمدت نظراته .. ملامح وجه .. 
تعلو لحيته كرات من الثلج بقية .. من الثلاجة .. 
على محياه ابتسامه .. !! 
مغمض العينين .. كم تمنيت أن أراه ..؟؟ وهو يبتسم لي ليتني أظفر منه بكلمة بنظرة ... 
ولكن هيهات .. 
تضاربت مشاعر معرفتي لمصيري .. 
بشغلي بفقده .. 
غسلوه .. وكان بجواري ولده الجامعي ( أحمد ) 
ينظر لوالده .. بين المصدق والمكذب .. 
لم يبك .. ولم تنزل من عينه قطرة .. 
تدرون لماذا ؟؟ 
من شدة الموقف .. لا يدري ماذا يصنع ؟؟ 
يرى الناس تقلب والده ويغسلونه وهو لا يري فقط ينظر لوالده ..؟؟ 
حالته جدا محزنة احتضنته وعزيته ... 
قال : جزاك الله خير .. 
وعاد في صمته .. 
آآآآه .. 
تلاوة القرآن ترفع .. بصوت القارئ المحيسني .. بصوت خاشع .. 
كان تزيد التأثر كثيرا والله المستعان .. 
كفنوا حبيبي أمام عيني .. 
وحملته مع من حمله .. إلى الجامع لنصلي عليه بعد صلاة الظهر .. 
المهم .. فعلا .. 
وكان الموقف المؤثر الآخر .. 
كبرت لسنة الظهر وصليت ولما انتهيت .. 
نظرت عن يميني في الصف الذي أمامي لأجد من ؟؟ 
عبد الله ... 
من هو عبد الله ؟؟ 
يدرس في الصف الرابع الابتدائي ... 
والمحزن أكثر أنه ... 
ابن المتوفى الصغير ( آخر العنقود ) .. 
وابنه الأصغر .. والذي حظي من والده رحمه الله بالدلال المضاعف والدلع الكثير .. 
جالس بين الناس .. ضعيف حالته محزنه .. كأنه يظن أنه في حلم .. 
ينظر يمينا وشمالا للمصلين وأحيانا ينظر إلى جنازة والده .. 
أحزنني كثيرا ... كدت أبكي حينما رأيته 
صلينا وانطلقنا مع والده ... نحمله نحو المقبرة .. 
للشهادة والأمانة .. 
كانت جنازته مسرعة جدا ... لا أدري كيف هذا ؟؟ 
حملنا حبيبنا ... ولم يستطع ابنه الكبير حمله فهو يحتاج لمن يحمله .. 
تخيلوا ابنه الجامعي لا يتكلم .. 
فقط ينظر .. للجنازة .. 
أما ابنه الصغير فليس عنده من يجبر خاطره .. 
يبكي لوحده .. ولوحده .. لا يجد من يحضنه .. 
تخيلوا يسير مع الناس يريد أن يحمل جنازة والده .. 
ولكنه صغير والجنازة ثقيلة وعالية .. 
يجري ولا يدري .. كيف يلامس جسد والده ... 
أتشعرون معي لمرارة الحرمان ؟؟ 
وأحيانا هذا يدفعه .. وهذا ربما ينهره .. 
لا يعرفون أنه ابن المتوفى .. 
كأنه تائه .. !! 
موقف لا يتحمله الكبير فضلا عن هذا الطفل .. 
لا إله إلا الله .. 
انشغلت عن أبي أحمد .. برؤية هذا الطفل وأخوه الكبير .. 
وصلنا للقبر ... ووضعنا الجنازة وأدخلها الموجودين .. 
وابنه سااااكت وعينه مدهوشه .. 
أما فتحة القبر ... 
وأخوه الصغير ينظر ممسكا بأخيه ويبكي .. !! 
لا إله إلا الله .. 
دفناه ودعينا له .. 
وذهب ابنه من بيننا يهادى بين الناس لا يدري ماذا يفعل هل هو فوق الأرض ؟؟ 
نظراته نظرات المفجوع .. تصرفاته غير طبيعية .. 
من هو المنظر .. 
وأما الصغير فهو ذهب بين الناس كالغريب ... ودع والده .. 
وذاق من ألم الحرمان في الساعات الماضية ما يكفيه ... 
مما هو مقبل عليه من حرمان ... وشراسة الحياة .. 
لا إله إلا الله .. 
المهم .. 
ودعنا الجميع وعزينا الجميع .. 
ذهبنا لحياتنا وتركنا حبيبنا تحت أطباق الثرى .. 
رحمك الله أبا أحمد .. 
ويرحمني ربي إن صرت مكانك وثبتني وإياك .. 
وكل من يقرأ هذه الرسالة والمسلمين والمسلمات .. 
وداعا أبا أحمد 

----------------- 

آسف على الإطالة .. 
وأشكرك أخي / أختي على المرور وأسألكم الدعاء لكاتب لسطور ولساكن القبور ... 

أخوكم المؤمن كالغيث 
 

قصة قفاز [ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.. ]



تشرق الشمس وتغيب.. ويولد الهلال ويشب ويشيخ.. وتتوالى الشهور تتبعها السنون ولا تزال بعض المواقف متربعة في عرش الذكريات.. فلم تستطع الأيام محوها ولا حتى الليالي.


سأعود عشرات السنين لأقف هناك في منزلنا الطيني الصغير حيث أرتدي لباس الطفولة وأعيش عالمها الجميل في كنف والديَّ رحمهما الله رحمة واسعة ولا أزال أذكر موقفاً مع والدتي - رحمها الله- أثَّر فيَّ ولا يزال...

أورده مشعراً كل عاق بوالديه مقصّر في حقهما أن الكريم يجزي الإحسان بالإحسان.. ولقد تعب والداك أيما تعب حتى وصلت لما تروم.. أفيكون جزاؤهما أن تصبحهما بـ (أف وأخواتها) وتمسيهما بتجاهل مشاعرهما.

عوداً على الموقف: 

كنت أدرس الابتدائية، بل وفي مراحلها الأولى، وكان البرد شديداً والفقر مدقعاً فلم أكن أجد ما أتقي به البرد القارس سوى اليسير..

وفي يوم خيم البرد فيه على مدينتنا فتجاوبت معه البيوت بالصقيع وقد ذهبت إلى المدرسة كعصفور مبلول ينتفض.. فرأيت بعض زملائي في الصف وقد ألبس كفيه (مداسيس) تقيه من البرد فتمنيت بمشاعر طفل أن لو كان عندي مثلها وعدت إلى البيت مكلوما ولجأت إلى أمي فبكيت بين يديها وبحت لها بما أريد وأن صديقي يلبس القفازات فلم لا ألبسها أنا؟؟!

تأثرت الوالدة ولكن ماذا عساها أن تصنع وليس في مقدورها ذلك لقلة ذات اليد..

بكيت وبكيت حتى تطابقت الأجفان معلنة عن نوم عميق لم يقطعه عليَّ سوى صوت أذان الفجر وصياح الديك.. لأفاجأ بأمي جالسة في طرف الغرفة تغالب النوم وقد سهرت ليلها كله تنسج لي قفازات من بعض الأقمشة التي جمعتها من هنا وهناك.. حتى سلمتها لي قبيل ذهابي إلى المدرسة، جبراً لخاطري، وحفاظاً عليَّ.. وفي سبيل ذلك قدمت راحتها ونومها ثمناَ. 

لا تعليق سوى الدعاء في كل سجود..

قصة إسلام اثنتين من أمهر أطباء اليابان


حمدي شفيق

ترجع أحداث هذه القصة إلى سنوات عديدة مضت عندما سافرت يونا ونتسى وهما فتاتان يابانيتان إلى انجلترا للدراسة بكلية الطب جامعة أوكسفورد. وهناك كانتا على موعد مع قدر الله تبارك وتعالى الذي أراد بهما ولهما الخير كله. تعرفت الفتاتان على زميلة لهما بالكلية وهى (سياسا) الفتاة المسلمة من ماليزيا . وأقامت الطالبات الثلاث في مسكن واحد طوال سنوات الدراسة. وكان من الطبيعي أن تشعر الفتاتان بالدهشة وحب الاستطلاع عندما كانت زميلتهما (سياسا) تؤدى الصلوات الخمس يوميا بخشوع وسكينة ، وأثار فضولهما أيضا ما ترتديه من ملابس تستر بدنها كله . أخبرتهما- فيما بعد- أن الإسلام يأمر أتباعه بالصلاة يوميا ليبقى على صلة روحية دائمة بالله الواحد الأحد الخالق لكل شيء ، كما شرحت لهما المسلمة الواعية بكل رفق وعطف حكمة تشريع الحجاب في الإسلام . وراحت تستثمر كل فرصة تسنح لها لتقديم المزيد من المعلومات عن دينها - بكل سرور وترحيب- إلى زميلتيها اللتين تحولتا إلى صديقتين حميمتين لها ، وصارت الفتيات الثلاث ألصق ببعضهن البعض من الأخوات الشقيقات. وبمرور الشهور والأعوام زاد شغف الفتاتين بما تقدمه إليهما الزميلة المسلمة من حقائق الدين الحنيف . وكانت فكرة عبقرية من الأخت الماليزية أن اصطحبتهما إلى المركز الإسلامي الكبير الذي أقامه الداعية البريطاني الشهير يوسف إسلام – كات ستيفن سابقا – حيث واظبن جميعا على حضور دروس أسبوعية عن الإسلام طوال سنوات الدراسة بجامعة أكسفورد . وبعد التخرج والحصول على أرفع الدرجات العلمية في الجراحة أحست (يونا) و(نتسى) بأسف وحزن شديدين لأنهما كانتا لا تطيقان فراق (سياسا) زميلتهما المسلمة.
وحان موعد العودة إلى الوطن لتقع معجزة حقيقية عجلت بإخراج الطبيبتين اليابانيتين من الظلمات إلى النور . كانت (يونا) بين اليقظة والمنام وهى تجلس باسترخاء على مقعدها فى الطائرة عندما سمعت صوتا يهمس في أذنها فظنت أن إحدى الصديقتين تكلمها . التفتت حولها فلم تجد أحدا يكلمها . حاولت أن تغمض عينيها من جديد فجاءها الصوت واضحا هذه المرة وهو صوت رجل وليس بصوت واحدة من الصديقتين النائمتين في تلك اللحظة. أمرها الهاتف المجهول بالسفر مع ( نيتسى ) و (سياسا) إلى بلد الأخيرة ، وأن تطلبا منها أن تعلمهما كيف تصبحا مسلمتين صالحتين . انتبهت الفتاتان من نومهما على بكاء (يونا) وتعانقن جميعا بعد أن أخبرتهما بما أمرها به الهاتف المجهول.. وقالت (نيتسى) أنها كانت تفكر بالفعل - منذ فترة- في اعتناق الإسلام . وبالفعل اصطحبتهما( سياسا) بكل سعادة إلى بيت أمها في ماليزيا ، ثم إلى إحدى المحاكم الشرعية حيث أجابتا على كل أسئلة علماء المسلمين هناك بنجاح تام ، إذ أنهما كانتا قد تعلمتا كل أركان الإسلام وأجادتا الصلاة. ونطقت كلتاهما بشهادة التوحيد وسط دموع وتكبيرات الحاضرين .
و قد تم تعيين نيتسى و يونا أستاذتين في كلية الطب بعد عودتهما إلى اليابان. ويكفى أن نذكر أن مهارتهما في الجراحة دفعت الحكومة اليابانية إلى ارسالهما عدة مرات لإجراء جراحات دقيقة عاجلة في كوريا ودول أخرى مجاورة تطلب العون الطبي من اليابان . وبلغ من ذكائهما الخارق أن حفظت كلتاهما معظم أجزاء القراّن الكريم – بالتجويد - رغم أنهما لا تعرفان اللغة العربية !! ولم يكن هذا هو كل ما حدث إذ امتدت ظلال الشجرتين المباركتين إلى أسرتيهما ، فاعتنق والدا كل منهما الإسلام فيما بعد. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف: 21. وأدى الجميع مناسك الحج في العام الماضي مع الدكتورة - الداعية الماليزية الآن– وعائلتها أيضا.
وتحلم الطبيبات الثلاث بإنشاء مستشفى ضخم بإحدى الدول الإسلامية المحتاجة لعلاج الفقراء من مرضى المسلمين .
وإذا كان لنا من تعليق على هذه القصة التي قصها أصحابها على كاتب هذه السطور شخصيا ، فإننا نهديها إلى كل شبابنا من المبعوثين إلى الخارج للدراسة أو غيرها، و إلى كل من تقتضيه الظروف الاحتكاك بغير المسلمين هنا أو هناك ، ونقول لهم : هاكم ما صنعته فتاة مسلمة رشيدة لدعوة الآخرين إلى دين الحق ، رغم أنها لم تكن متخصصة في ميدان الدعوة والعلوم الشرعية إلا أن الله تعالى أجرى على يديها خيرا كثيرا ، وأنقذ بها عائلتين كاملتين من الضلال ، فما بالكم بما يمكن أن يقوم به الرجال من طلبة العلم ؟؟!!
إن الملايين بل المليارات من غير المسلمين في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديهم ويشرح لهم جوانب العظمة والحكمة والكمال في الإسلام العظيم . وطوبى لمن جعله الله سببا في عتق رقبة من النار .
وإذا كان الله جلت قدرته ينشر الإسلام الآن في كل أنحاء العالم بدون جهد يذكر من المسلمين في كثير من الحالات ، إلا أننا نناشد كل قادر ألا يبخل بشيء في استطاعته ( علما أو مالا أو لغة أجنبية يجيدها أو وسيلة إعلامية ينشر فيها.. الخ ) لدعوة الآخرين إلى الإسلام ، فالجزاء يستحق ألا وهو الجنة . ونذكّر الجميع في النهاية بالحديث الصحيح الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه : ( فو الله لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ) وفى اّثار أخرى : خير لك من الدنيا وما فيها، أو خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ، والله تعالى أعلى و أعلم .

 

من قصص التأبين


احد الأصدقاء يقول: كنت مسئول عن محل مبيعات وكان بجانبي رجل يدخن، فدعوت الله له وهو يسمعني وقلت له: أسأل الله أن يعصمك من الدخان ويكرهك فيه قل: آمين. فقال: آمين. 

وبعد مدة دخل رجل المحل وقال لي هل عرفتني؟ 

فقلت: لا والله لم أعرفك يا الغالي. 

قال : قبل ثلاث شهور أتيت إليك وكنت أدخن عندك في المحل ونصحتني ودعوت الله لي و والله من بعد ما ذهبت عنك دعوت الله أن لا أعود إلى الدخان وعزمت على تركه والحمد لله . 

_______________

_______________